هل جربت يومًا أن تجد متعة في التعب؟
نعم، قد يبدو هذا السؤال غريبًا، وربما تظن أن التعب مرادف للشقاء، ولكن دعني أخبرك عن رحلتي في اكتشاف معنى "التعب الممتع".
في الماضي، كنت أسمع الكثير عن النجاح وكيفية الوصول إليه، وكانت الصورة التي رسمتها في ذهني عن النجاح مرتبطة دائمًا بالتعب الكبير، وكأننا في حرب مستمرة مع أنفسنا، نحارب الظروف، والمكائد، وكل شيء يقف في طريقنا. وكان هذا المفهوم يسحبني إلى حالة من الإرهاق النفسي والجسدي.
كنت أعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف. وتلك المعركة المستمرة كانت تُشعرني بثقل، حتى أنني تخلّيت عن الكثير من أهدافي. لأنني كنت أبحث عن النجاح بالطريقة التي لم تخلق لي الحياة لتسير بها. فالله يريد لنا اليسر، لا العسر.
لكن في لحظةٍ ما، قررت أن أتحرر من هذا المفهوم. قررت أنني لن أسعى بجهد وتعب، بل سأترك الأمور تسير كما تشاء. صحيح أن هذا القرار لم يكن سهلًا، فالمفهوم القديم كان يتسلل إليّ بين الحين والآخر، وكأنه يذكّرني بأنه لا يمكن النجاح إلا بالتعب الشديد.
كنت في حالة من الانفصال عن تلك المعتقدات القديمة، لكن شيئًا ما في داخلي كان يُصرّ على أنني لست مضطرة للتعب بهذا الشكل. كنت أسمع من آخرين أن "النجاح لا يأتي إلا بالجهد"، لكن كان لدي شعور داخلي يقول: "لا، لا يجب عليَّ أن أتعذب لأصل إلى أهدافي".
ثم حدث شيء غيّر مجرى تفكيري تمامًا...
في إحدى الليالي، استيقظت متأخرة في الساعة 9 صباحًا، بعد أن نمت في وقت متأخر تقريبا الساعة ٣ .و خرجت إلى السوق وسرت طوال اليوم حتى الساعة 7 مساءً. وكنت أشعر بتعب شديد في قدمي وركبتي، بل وألم خفيف في رأسي بسبب التاخير في النوم لايام الماضية . رجعت إلى المنزل، وأكملت بعض الأعمال المنزلية، ثم قررت أن أذهب للنوم في الساعة 10 مساءً.
لكن الاب توب يناديني بشكل عجيب. شعرت أنني بحاجة للاستمرار في العمل على موقعي الالكتروني، وعلى كتابة النصوص وتعديلها. رغم أنني كنت متعبة جدًا، كنت في حالة من الانغماس في العمل لدرجة أنني شعرت بشغف يدفعني للاستمرار.
لم يكن الأمر متعلقًا بالتعب الجسدي، بل كان عقلي وروحي تستمتع بكل لحظة من العمل. كنت أسمع داخليًا صوتًا يقول: "استمتع بالرحلة، هذه هي اللحظة التي تبحث عنها". حتى مع تعب قدمي وصداع رأسي، كنت أشعر بسعادة عميقة، وكأنني أرقص في سعيي.
ثم جاء الوقت الذي كنت فيه على وشك التوقف، لكنني شعرت أنني لا أستطيع أن أوقف هذا العمل. كان عقلي في حالة نشوة، وروحي تلتهم كل لحظة من الإبداع. ومع مرور الوقت، أدركت المعنى الحقيقي للتعب الممتع.
التعب الذي يمنحك شعورًا بالإنجاز والبهجة في نفس الوقت.
أدركت أنه عندما تعمل في شيء يشبع روحك، فإنك لا تشعر بالتعب نفسه. قد يكون جسدك مرهقًا، ولكن عقلك وروحك تكونان في حالة من السعادة، كأنك تحقق لحظات من الفرح بكل خطوة تخطوها.
هل ترى الآن الفرق بين العمل الذي يعذبك والعمل الذي يمدك بالقوة؟
إذا كنت تجد نفسك في مجال لا يشبعك، فكر في تغيير وجهتك. العمل الذي ينبع من داخلك، والذي يشبع روحك، هو الذي يمنحك المتعة الحقيقية.
فالتعب الذي لا يرهق الروح هو التعب الممتع الذي يرافق النجاح، لأنه نابع من شغفك وحبك لما تفعل. وإذا بدأت في العمل بحب، فكل خطوة ستشعر بأنها مجرد جزء من رحلة ممتعة تُقربك أكثر من أهدافك، دون أن تشعر بالتعب الحقيقي.
الآن، هل أنت مستعد لتغيير مفهومك عن النجاح؟
هل أنت مستعد لاكتشاف الجهد الممتع الذي لا يُشعرك بالضغط، بل بالراحة الداخلية؟ كل ما عليك فعله هو أن تبدأ في فعل ما تشعر أنه يجعلك سعيدًا ويحقق لك النجاح من دون الحاجة للقتال المستمر مع الحياة.
الآن بعد أن اكتشفت معنى "التعب الممتع" وكيف يمكن أن يكون العمل ممتعًا عندما يكون نابعًا من شغفك، هل أنت مستعد لإعادة تعريف نجاحك؟ تذكر، النجاح لا يأتي من المعركة، بل من رحلة شغف حقيقية تشبع روحك وتمنحك القوة للاستمرار.
إذا كنت تشعر أن الوقت قد حان لتغيير مفهومك عن العمل والتسويق، وتريد تعلم كيف تبني قصة علامتك التجارية التي تعكس شغفك وقيمك، لا تتردد في الانضمام إلى رحلتي.
سجل الآن اهتماماتك لتصلك رسائل بريدية مليئة بأفكار جديدة ومفاهيم عن التسويق الإلكتروني، وكيف تكتب وتبني قصة علامتك التجارية الخاصة بك.
ابدأ رحلتك نحو النجاح الحقيقي اليوم، ودعنا نبني معًا علامتك التجارية التي تنبض بالشغف والإبداع.
انتظر، النجاح في متناول يدك.